حكايات صفوت الشريف مع الفنانين واتهامه بقتل عمر خورشيد
رحل عن عالمنا صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني المنحل ورئيس مجلس الشورى الأسبق في فترة حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
وكانت قد انتشرت خلال الآونة الأخيرة نبأ إصابة رئيس مجلس الشورى الأسبق بفيروس كورونا المستجد، وأنه خضع للعزل الصحي في أحد المستشفيات.
وبالرغم من انتشار تلك الأنباء، إلا أن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق خرج عن صمته ونفى إصابته بفيروس كورونا وأكد أنه مر بوعكة صحية.
وكانت تلك التصريحات هي آخر ما قاله صفوت الشريف قبل ساعات من وفاته، حيث أبدى انزعاجه من الانباء المتداولة بشأن إصابته بفيروس كورونا.
ويُذكر أن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق من مواليد 19 ديسمبر 1933، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية، حاصل على الجنسية الأمريكية هو سياسي مصري وأحد ضباط المخابرات العامة في فترة الستينات من القرن الماضي.
بعد رحيل وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف عن عالمنا مساء أمس عن عمر يناهز الـ 87 عاما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن الرجل وسيرته ما بين مترحم علي شخصه وعهده في الإعلام خاصة أبناء مبنى الإذاعة والتليفزيون وما بين منتقد للرجل، واصفا إياه بأنه المسئول عن تغييب عقول ووعي الملايين من المواطنين، ولكلا الطرفين أسبابه ومبرراته وودوافعه للإيمان بأفكاره غير أن الثابت يقينا في مشوار صفوت الشريف أنه يعد وزير إعلام لن يتكرر في تاريخ مصر .
صفوت الشريف له قطار من الحكايات الخفية لا يعلمها سوى من تعاملوا معه عن قرب في الإعلام وهي بمثابة شهادات موثقة تكشف الكثير من الجوانب والصفات والخصال الحميدة في شخصية الرجل وما يزيد من قوة تلك الشهادات التي ستعرضها “فيتو” في السطور القادمة هي أن أصحابها لا يزالون على قيد الحياة، وأنها تأتي في وقت رحل فيه الشريف عن الحياة بأكملها كما أنه وقبل وفاته لم يعد صاحب سلطة أو نفوذ ليتهم البعض أصحاب تلك الشهادات بأنهم يسعون لمكسب أومصلحة من الرجل بل هي شهادة حق لأحداث عايشها هؤلاء الإعلاميون ممن جمعتهم الأقدار بالعمل مع صفوت الشريف.
أولى الحكايات يرويها الإعلامي الكبير عبدالخالق عباس أحد أشهر القيادات في قطاع الأخبار والذي كان متخصصا في تغطية نشاط رئاسة الجمهورية لسنوات طويلة، حيث كشف أنه عندما كلن يعمل في تغطية نشاط الرئيس الراحل حسني مبارك اضطر للسفر إلى الخارج للحصول علي دورة تدريبية في المجال الإعلامي، وعندما عاد كانت هناك جلسة تسجيل لحوار للرئيس وطلب عباس من صفوت الشريف أن يتم إضافة بعض المعدات وورق الكلك على الكاميرات والإضاءة آنذاك، ما تسبب في ظهور مميز للرئيس مبارك، وحين شاهد الأخير التسجيل أبدى إعجابه به وشكر وزير الإعلام آنذاك على ذلك الأمر إلا أن الأخير أبلغ الرئيس أنه ليس صاحب الفكرة وقال له: ” ياريس ده شغل عباس اللي اتعلمه من بره”.. ما دعا مبارك لتوجيه الشكر لمساعد الإخراج آنذاك في الإذاعات الخارجية عبدالخالق عباس حيث أكد الأخير بذلك الموقف أن صفوت الشريف لم يكن يسرق جهد أحد من العاملين معه أيا كان وضعه .
واستمرارا لشهادته عن وزير الاعلام الأسبق صفوت الشريف أكد الإعلامي عبدالخالق عباس أنه عندما تم تكليفه بإنشاء القناة السادسة وبعد أن زاد عدد العاملين بها ووصل إلى 600 فرد آنذاك اطلعه عباس أن العدد أصبح زيادة وكانت التعليمات من صفوت الشريف – حسب رواية عباس – واضحة في عبارة “افتح بيوت يا عبدالخالق وعايز من كل قرية في المحافظة إعلامي موجود في القناة”.
كما أكد عبدالخالق عباس في حديثه لـ”فيتو” أنه كان شاهدا على جملة قالها صفوت الشريف في أحد الاجتماعات المهمة ولايزال يحفظها على لسان صفوت وهي “يقصف هذا القلم ولايؤذي أحدا”.
وأوضح عباس في شهادته أن ذلك الرد من وزير الإعلام الأسبق كان بسبب مهاجمة البعض له ومطالبة مقربين منه بعدم التساهل معهم واتخاذ موقف رادع ضدهم حسب قوله وكان ممسكا الشريف بقلمه وقال تلك العبارة .
أما الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي فأكد على عبقرية صفوت الشريف مشيرا إلى العديد من المواقف التي تؤكد أن الرجل كان نموذجا لوزير إعلام من طراز فريد، مؤكدا أن صفوت الشريف كان لا يتأخر عن توفير اي إمكانات متطورة لدعم الإذاعة والتليفزيون.
وقال الكنيسي في شهادته إن الشريف قال في أحد الاجتماعات “أنا عارف إمكانات حمدي كويس “وبعدها وجد الكنيسي نفسه رئيسا لإذاعة الشباب والرياضة، ثم بعد نجاحه في تطويرها تم انتدابه رئيسا لصوت العرب ثم نائبا لرئيس الإذاعة، وبعدها رئيسا للإذاعة في عهد صفوت الشريف، موضحا أن كل ذلك كان بسبب التقييم العادل للرجل لكل إعلامي ولم يكن يجامل في اختياراته القيادية.
وأكد الكنيسي أن الشريف كان ذكيا وقوى الملاحظة موضحا أنه زاره في مكتبه بالإذاعة مرتين على فترات متباعدة ورغم ذلك لاحظ الوزير الأسبق تغيير مكان بعض قطع الأثاث في المكتب ما اثار استغراب المحيطين للوزير في الزيارة عن قوة ذاكرته.
من جانبه روى رئيس الإذاعة الحالي محمد نوار موقفا إنسانيا حدث له مع الشريف موضحا أنه في بداية عمله بتغطية نشاط الرئيس مبارك وأثناء رحلة عمل في أمريكا لمتابعة زيارة رئاسية آنذاك تلقى نوار تعليمات من كبير المذيعين زميله الراحل ماهر مصطفى بالمكوث أمام مقرإقامة الرئيس الراحل مبارك في أمريكا تحسبا لأي تغطية متوقعة موضحا أنه جلس في طقس سيئ ودرجة برودة عالية لمدة أربع ساعات حتى أنه شعر بالتجمد، موضحا أن وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف عندما وصل نادى على نوار وسأله عن سبب وقوفه بذلك الشكل في ذلك الجو، واصطحبه إلى داخل مقر إقامة الرئيس مبارك بعد كل ذلك الوقت من المعاناة في الوقوف بالشارع .
نوار أيضا أكد في شهادته عن شخصية صفوت الشريف الإعلامية أنه رجل متميز للغاية ويعي آليات وقواعد العمل الإعلامي، موضحا أنه حين تم اختياره للعمل متحدثا باسم مجلس وزراء الداخلية العرب كان لابد من الحصول على موافقة الوزير الأسبق، وتم تقديم طلب للأخير لتأتي التأشيرة من صفوت الشريف، “أوافق على عمله وهذا شرف لأي إعلامي مصري. ”
كما روى عادل عبساوي رئيس الإدارة المركزية للإنتاج المتميز بقطاع القنوات المتخصصة شهادة له عن موقف شاهده لصفوت الشريف في العمل وكتبه على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا .:
جمعتني مواقف كثيرة ومؤثرة مع وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف المغفور له بإذن الله ..
منها..
أثناء زيارة المستشار الألماني جيرهارد شرودر لمصر كان هناك مؤتمر صحفي بالاتحادية مع الرئيس الراحل حسني مبارك وكانت هناك عشرات من كاميرات وكالات الانباء العالمية..وبينما نستعد لأخذ أوضاعنا قبل بدء المؤتمر الصحفي كان معالي وزير الإعلام الراحل صفوت الشريف يتابع معنا أوضاع الكاميرات والإضاءة والصوت وكانت هناك كابلات صوت وإضاءة كثيرة بالقاعة الكبري بقصر الاتحادية فتفاجأت بالوزير صفوت الشريف يرفع الموكيت داخل القاعة ويحاول ترتيب الكابلات بشكل أفقي حتي لا تحدث كعبلة أثناء تحرك المصورين وتتسبب في إصابات وعندما وجدته يفعل ذلك أسرعت بالذهاب إليه للمساعدة وكنت أنا المصري المتواجد وسط المصورين الأجانب ..فقال لي وكان يعرفني طبعاً شكلا علي الأقل ..فقال لي ..خليك انت ظبط كاميراتك وصوتك وأنا هاعمل دا..فقلت له ..معالي الوزير اترك لي ذلك فقال لي ..إحنا هنا بنساعد بعض انت بتساعدني وانا بأساعدك..وقبل بدء المؤتمر بقليل طلبت منه أن أذهب لتعديل بسيط في وضع العلم..فقال لي أنا ها اروح اظبط معاك وإديني إشارة أنه كله تمام..
أسرار سعاد (2) – خطة القبض على سعاد حسني أثناء علاقة جنسية مع جاسوس فرنسي
أعرض جزء من التحقيقات التي أجريت مع صفوت الشريف الشهير بموافي ضابط المخابرات السابق، وهو أحد المتهمين في القضية الشهيرة بانحرافات جهاز المخابرات العامة اثناء فترة الستينيات، والتي نُشرت بعد مقتل المرحومة سعاد حسني على شبكة الإنترنت.
يقدم موقع FilFan.com سلسلة “أسرار سعاد” محاولا وضع بين يدي القارئ كل التفاصيل والروايات الصادرة والمتداولة أيضا حول حقيقة مقتلها وكل ما دار في ذلك الإطار.
كل ما يلي على لسان جنجاه عبد المنعم أخت سعاد حسني، وينقله موقع FilFan.com سواء من حواراتها التليفزيونية والصحفية وأيضا ما ذكرته في كتابها الذي وصفته بالأول والأخير “سعاد – أسرار الجريمة الخفية” والصادر عن مؤسسة روائع للنشر.
طلبت من قاضي التحقيق المنتدب ضم هذا الجزء من التحقيقات في البلاغ المقدم مني ضد صفوت الشريف وشركائه، والذين أتهمهم فيه بقتل شقيقتي سعاد.
ملحوظة المحرر: كل ما ستقرأه في السطور التالية يأتي حسبما ذكرت جنجاه ورواياتها وما تم تداوله عبر مواقع الإنترنت والكتاب، وموقع FilFan.com لا يدعم صحة هذه الروايات من عدمها، ونذكر هذه الروايات حسبما تزعم جنجاه من أنها منسوبة لصفوت الشريف من واقع التحقيق معه في قضية انحرافات جهاز المخابرات.
بداية التحقيق
فتح المحضر يوم الخميس الموافق 29/2/1968، بمبنى مجلس قيادة الثورة بالجزيرة.
س: اسمك.
ج: أسمي محمد صفوت الشريف، وأسمي الحركي موافي.. سن 35 سنة، رئيس منطقة عمليات بإدارة المخابرات العامة سابقاً وبالمعاش.
تجنيد السيدات لإقامة علاقات جنسية مع شخصيات هامة
كلفنا رئيس مكتب التحقيق والإدعاء بمحكمة الثورة بسؤال المعتقل محمد صفوت الشريف واسمه الحركي موافي في القضية الخاصة بانحراف جهاز المخابرات العامة، وقد تسلمنا من رئيس المكتب صورة تقرير مقدم من المذكور وهي صورة محررة من الآلة الكاتبة وتقع في اثنين وعشرين ورقة، وبإطلاعنا عليها وجدنا أنه يتحدث فيها عن عمليات السيطرة “الكنترول” التي قام بها قسم المندوبين بالمجموعة 98 منذ عام 1963 عن طريق تجنيد عناصر من السيدات لاستغلالهن في هذه العمليات وأوضح كيف نشأت هذه الفكرة.
س: ما المقصود بعمليات الكنترول؟
ج: عمليات الكنترول والتي كان يُطلق عليها ايضاً العمليات الخاصة وهي الحصول على صور أو أفلام تُثبت وجود علاقة جنسية مشينة للشخص المطلوب السيطرة عليه حتى يمكن استغلال هذا الأمر في أعمال المخابرات في الضغط على هذا الشخص لكي أجعله يعمل معي أو تجنيده للعمل لحساب المخابرات وقد تستخدم هذه العمليات على مستوى سياسي كسلاح في يد الدولة بالنسبة للشخصيات الكبيرة في البلاد الأخرى وأحياناً أعمل الكنترول على شخص مجند لضمان ولائه لجهاز المخابرات وإيجاد وسيلة استخدمها في الوقت المناسب للضغط عليه إذا ما حاول أن يقوم بعمل مضاد لي أي (أي لجهاز المخابرات).
س: كيف نشأت الفكرة في إجراء هذه العمليات وكيف سارت، وما الذي انتهت إليه؟
ج:بدأت الفكرة في إجراء عمليات الكنترول في نهاية 1962 أو بداية 1963، وكان ذلك على أثر مؤتمر عقده حسن عليش لضباط قسم المندوبين الذي كان يرأسه في ذلك الوقت جمال عباس واقترح حسن عليش في هذا المؤتمر عدة اقتراحات لتطوير العمل في قسم المندوبين وكان من ضمن هذه الأقتراحات استخدام العنصر النسائي في الحصول على وسائل سيطرة تستخدم في تجنيد الأجانب والدبلوماسيين للحصول على معلومات تفيد في أعمال المخابرات وكمرحلة من مراحل تجنيدهم بمعنى أن السيدات يتشئن علاقات مع هذه الأهداف ويتم تصويرهم، ومن مجموعة الدراسات وضع جمال عباس خطة عام لتطوير وعرضها على حسن عليش فصدق عليها وكان من ضمنها استخدام العنصر النسائي في عمليات الكنترول وعقب ذلك نقل جمال عباس من قسم المندوبين وأنا جئت محله في رئاسة هذا القسم وبدأنا في تنفيذ تلك الخطة وعقد حسن عليش اجتماعا آخر معي ومع أحمد الطاهر باعتباري رئيس القسم المختص وباعتبار أحمد الطاهر هو رئيس الإدارة الفنية التي نحتاج إلى إمكانياتها في التنفيذ.
وقال لنا حسن عليش أننا نبدأ في البحث عن المكان المناسب وتجهيزه لتنفيذ عمليات الكنترول فيه وعليِ أن أتولى ترشيح المندوبات الذين يصلحوا لهذا العمل وأن أبدأ باستلام إحدى المندوبات القدامى من الزميل سمير غانم، وتسلمتها بالفعل وحثت أنا وأحمد الطاهر عن شقة لإعدادها لهذا الغرض ووقع اختيارنا على شقة في منزل في مصر الجديدة وأجرناها في أوائل 1963 واجرنا شقة أخرى مقابلة في نفس البيت بعد حوالي أربعة شهور وكان ذلك من وجهة نظر الأمن لأن البيت مكون من الشقتين فقط، وذلك لكي لا يسكن أحد معنا.
تم تجهيز الشقة الأولى فنياً بإخفاء آلات التصوير فيها وأجهزة التسجيل وذلك بمعرفة أحمد الطاهر الذي تولى استئجار الشقة تحت اسم كودي وتحت ساتر أنه يعمل بوزارة الخارجية، والشقة الثانية أجرتها أنا باسم كودي أيضاً وكانت مفاتيح الشقتين عهدة أحمد الطاهر وكنت آخذ منه المفاتيح عندما يكون هناك عملية وأقوم بإرجاعها له.
التفكير في تجنيد سعاد حسني
كان هناك عملية خاصة بالممثلة سعاد حسني تمت في حوالي أكتوبر أو نوفمبر 1963، حيث أتصل بي حسن عليش وطلب مني إجراء عملية كنترول عليها كما أصدر نفس الأمر لمحمود كامل شوقي وكان الأخير قد اقترح من حوالي شهرين سايقين على حسن عليش أن يتم تجنيد بعض السيدات من الوسط الفني للعمل معنا ضمن خطة لتوسيع قاعدة المندوبات وكانت سعاد حسني ضمن الأسماء المقترحة ولكن حسن عليش وقتها لم يوافق على التجنيد من الوسط الفني، وعندما تحدثنا بعدها بشهرين قال لي أنه يريد تنفيذ الموضوع الخاص بسعاد حسني فوراً، وقال لي اتصل بمحمود كامل شوقي لكي نتفاهم معه ونعطيه التعليمات اللازمة، وأتصلت بالفعل به وأعطته التعليمات.
خطة تجنيدها ووقوعها في الفخ بـ “لقاء جنسي”
حسن عليش أعطى تعليمات باستخدام ممدوح كامل مترجم اللغة الفرنسية في قسم المندوبين ليتظاهر بأنه فرنسي وعلى هذا الأساس يتصل بسعاد حسني، وكان في هذا الوقت يعيش ممدوح تحت ستار أنه فرنسي في عملية أخرى خاصة بالإدارة، وعلى ذلك قمت بإستدعائه وعرضت عليه الموضوع فأبدى استعداده، وسلمته لمحمود كامل شوقي ليستخدمه وحصل تعارف بين ممدوح وسعاد حسني وحصل بينهما لقاء جنسي وتم تصويرها، وقمت أنا وأحمد الطاهر وصلاح شعبان بتنفيذ العملية من ناحية التصوير الذي تم بطريقتين الطريقة الأولى هي التصوير بكاميرا 35 مم، والطريقة الثانية هي التصوير السينمائي 8 مم، وكانت هذه أول مرة تستخدم فيها هذه الطريقة الأخيرة في عمليات الكنترول.
ضبط سعاد حسني متلبسة واتهامها بممارسة الجنس مع “جاسوس فرنسي”
صدرت تعليمات تقريباً في مارس 1963 من حسن عليش بأن يكون هناك ضابط مسؤول عن العمليات الخاصة هو ومحمود كامل شوقي وكان في ذلك الوقت رئيساً لمكتب النشاط العام وبدأ يقوم بمهمته تحت إشرافي، وكان أحمد الطاهر تولى التوجيهات في هذا الشأن بناء على التعليمات الصادرة له من حسن عليش، وقد فوجئت في ذلك اليوم بحضور صلاح نصر رئيس المخابرات إلى غرفة العمليات بصحبة حسن عليش وأشرفا على تنفيذ العملية وأنا تعجبت لحضور صلاح نصر وكان حضوره مفاجأة لي لأن هذه كانت المرة الأولى الذي يحضر بنفسه لتنفيذ عملية كنترول ولم يقل لي أحد أنه سيأتي، وكان يعطينا تعليمات بإتقان التصوير، وقبل وصول صلاح نصر وحسن عليش حضر لنا محمود كامل شوقي كما أن يسري الجزار حضر العملية ايضاً، ولاحظت أثناء تنفيذ العملية أن صلاح نصر أصدر أمراً ليسري الجزار ومحمود كامل شوقي باقتحام غرفة النوم وضبط سعاد حسني متلبسة وقد تم ذلك بالفعل.
عقب ذلك تم اصطحابهما بمعرفتهما وبناء على أوامر من صلاح نصر أيضاً إلى مبنى الأستجواب بإدارة المخابرات وخداعها بأن الشخص الذي كان معها وهو ممدوح كامل هو جاسوس فرنسي وعرض عليها يسري الجزار في مبنى الأستجواب أن تعمل مع المخابرات مقابل ستر فضيحتها وقد وافقت على ذلك وحررت بناء على طلب يسري تقريراً بالواقعة وظروف تعرفها بممدوح كامل حتى القبض عليها ونموذج شخصي مطبوع يحرره المندوبون ويحتوي على بيانات شخصية عن المندوب وهو نموذج أشبه بالكراسة ويعرف بأسم P.R.Q ونموذج آخر مطبوع عبارة عن إقرار بالموافقة على العمل مع المخابرات يحرره المندوبون أيضاً.
تعليمات لسعاد حسني بعد تجنيدها
اعطى يسري الجزار تعليمات لسعاد حسني بأن يكون اتصالها في العمل بمحمود كامل شوقي وهو الذي سيعطيها التوجيهات اللازمة بخصوص العمل وقد تولى محمد كامل شوقي وصلاح شعبان بعد ذلك توصيلها لمنزلها، وقد كانت هذه العملية الخاصة بسعاد حسني هي أوى عملية نلجأ فيها إلى هذا الأسلوب في التجنيد وهو ضبطها متلبسة.
إصلاح نفسية السندريلا ببعض الهدايا
هذه القصة كان لها انعكاس على نفسية سعاد حسني جعلتنا أنا ومحمود كامل شوقي نفكر في أننا نصلح نفسيتها في الأول قبل أن نجعلها تعمل، وحتى يكون عملها بدافع وإيمان وليس فقط تحت تأثير الخوف وعرضنا هذا الأمر على حسن عليش فوافق عليه ولذلك ذهبت أنا وهو ومحمود كامل شوقي إلى منزلها وبعد ذلك قدم لها حسن عليش بعض الهدايا عبارة عن ساعة يد، وراديو ترانزستور.
تولي صفوت الشريف مهمة اعطاء التوجيهات لسعاد حسني
وكان من المفترض أن يكون اتصالها في العمل بمحمود كامل شوقي كما ذكرت من قبل، وفعلاً كان يتصل بها تليفونياً وتمت مقابلات بينهما حسب علمي منه واستمر الحال على هذا النحو حوالي شهرين أول ثلاثة وبعد ذلك سافر في مأمورية بالخارج فأعطاها قبل سفره تعليمات بأن يكون اتصالها بي وكلمتها في التليفون مرة أو أثنين وقابلتها مرة واحدة في الشارع وكانت هي في عربيتها وأنا في عربيتي كما تتم عادةً المقابلات السرية للمندوبين وتكلمت معها ما يقرب من ربع ساعة وأعطيتها تلقين بأنها تعيد اتصالاتها بالأجانب والشخصيات التي كانت متصلة بها قبل ذلك لأننا لاحظنا أنها بعد العملية التي أجريناها معها بدأت تحد من خروجها واتصالاتها.
تهرب سعاد حسني من التجنيد وشائعة العلاقة بينها وبين رئيس المخابرات
كنت أتصل بها أنا ومحمود كامل شوقي عقب عودته من الخارج ولكننا لم نكن نجدها لأنها كانت مشغولة ببعض الأفلام ونحن ايضاً انشغلنا وسافرنا إلى الإسكندرية للأستعداد لمؤتمر القمة وكان معنا حسن عليش في الإسكندرية وسألناعن اتصالنا بسعاد فأوضحت له الصورة واننا لا نستطيع الإتصال بها، فسألنا هل هي متواجده هنا ولا بمصر فقلت له لا أعلم، فقال لي إنه يعرف أنها بالمعمورة فذهبنا لها وسألنا عنها وتبين أنها موجودة هناك بالفعل وقابلناها وأعطاها حسن عليش توجيهات بخصوص انها تعمل معنا أثناء مؤتمر القمة الذي عقد في الإسكندرية في صيف 1964، فقالت انها مشغولة وستحاول، ولكن الذي حدث انها لم تتصل رغم أن محمود كامل شوقي اتصل بها ايضاً بعد ذلك في القاهرة لتأكيد الأمر ووجوب مساهمتها معنا في تغطية المؤتمر وقالت له أننا قابلناها في الإسكندرية وتحدثنا معها بنفس الموضوع، وبعد شهر تقريباً في أواخر صيف 1964 اتصل بي يسري الجزار وقال لي “ما اسم سعاد حسني بالكامل” فقلت له لا أعرف ولم يفصح لي عن الغرض من هذا السؤال ولكن عقب ذلك اتصل بي حسن عليش واعطاني تعليمات بوقف الإتصال بها نظراً انها تردد انها على اتصال بالمخابرات مما يخل بأمن الجهاز، وأنا بدوري نقلت هذا الكلام لمحمود كامل شوقي كما أن حسن عليش اتصل به بعد ذلك وأكد له هذا الكلام وبالفعل قطعت أنا ومحمود اتصالنا بها نهائياً ومن وقتها لا أعرف عنها شيء ولم تقم بأي مجهود للمخابرات خلال فترة اتصالها بنا وبالتالي لم تتقاض أي مكافأت.
ترددت شائعات عن علاقات نسائية لصلاح نصر وحسن عليش فقد ذكر لي أحمد الطاهر في أوائل 1967 أو أواخر 1966 أنه علم عن طريق صلاح شعبان بإشاعة أن هناك علاقة بين صلاح نصر وسعاد حسني وأن هذه الشائعة تتردد في نادي من نوادي الكرة، وذلك لأن صلاح شعبان له نشاط في الكورة، وأخبرني أحمد الطاهر بأنه أبلغ حسن عليش بهذا الأمر.
انهيار سعاد حسني بعد مشاهدتها الفيلم الذي صورت به
س: قرر أحمد الطاهر في أقواله أنه تم عرض الفيلم على سعاد حسني بعد نقلها لمبنى الإستجواب مما أدى إلى إصابتها بإنهيار وأنك كنت حاضراً هذا العرض، فما تفصيل ذلك؟
ج: بالفعل حدثت هذه الواقعة ولكنني لا أتذكر من تولى عرض الفيلم عليها ولكن أنا كنت حاضر العرض ومسألة الأنهيار لا أتذكرها، ولا أتذكر من حضر الفيلم معي.
غموض تدخل رئيس المخابرات بنفسه لتجنيد سعاد
س:ألم تستشعر من ملابسات العملية ودور صلاح نصر شخصياً فيها أنه كان يرمي من ورائها إلى غرض شخصي بعيد عن الأغراض الهادفة للمخابرات؟
ج: أنا لم أستشعر وقتها بمثل هذا الأمر ولكن بعد ذلك سمعنا الشائعة التي تقول أن صلاح نصر على علاقة بسعاد حسني ولا أعلم مدى صحتها ويسأل هو عن هدفه من هذه العملية إنما الهدف الذي كان واضح أمامي هو التجنيد وبالفعل جندها يسري الجزار وسلمها لمحمود كامل شوقي إلى أن صدرت الأوامر من حسن عليش بقطع الإتصال بها.
صفوت الشريف يأخذ الأوامر وينفذ دون أن يسأل
س: ما فائدة الكنترول إذا لم يستخدم في مثل هذه الحالة للسيطرة على سعاد حسني بدلاً من قطع الإتصال بها؟
ج: أنا لا أعلم الصورة التي كانت أمام حسن عليش ولا تقديره للموقف الذي بناء عليه أصدر أوامره بقطع الإتصال بها وسواءً أنا أو محمود كامل شوقي فلم يكن دورنا سوى أن ننفذ الأوامر.
نفقات عملية تجنيد سعاد حسني
صرفنا لها مبلغ 300 جنية قيمة مكافأة ممدوح كامل وأعيد المبلغ بعد ذلك لأنها لم تقم بتنفيذ أي عملية، بالإضافة إلى مبلغ 200 جنية مكافأة ممدوح ومبلغ خمسين جنيها لكل ضابط من المشتركين في العملية وأنا ويسري الجزار وأحمد الطاهر وصلاح شعبان ومحمود كامل شوقي، أما الساعة والراديو التي أخذتها سعاد حسني فكانت ضمن هدايا المندوبات المحفوظة في رئاسة هيئة الأمن القومي.
نحن قمنا بعمليات أخرى على مستوى كبير من الأهمية بالنسبة لجهاز المخابرات ومن ذلك عمليات مؤتمر القمة ومع ذلك لم تصرف فيها مثل هذه المكافآت التي صرفت على عملية سعاد حسني للضباط المشاركين بها ولذلك كان تعليقي أنا وأحمد الطاهر بمناسبة عمليات مؤتمر القمة أن المكافآت التي صرفناها في عملية سعاد حسني كان من الأجدى أنها تصرف لنا في عمليات مؤتمر القمة لما لها من أهمية وحساسية على مستوى كبير.
الذي أمر بصرف هذه المكافآت هو رئيس المخابرات صلاح نصر، لأنه لا يوجد أحد يستطيع أن يأمر بمكافآت عيره هو، وأحمد الطاهر قال لي أن صلاح نصر هو الذي أمر بها.