ماذا طلب هذا الطفل قبل ” إعدامه ” بـ 5 دقائق ..
“جورج استني” هو اصغر شخص حكم عليه بالإعدام في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الكرسي الكهربي كبيرًا جدًا بالنسبة له، أدين في بضعة دقائق فقط وكان ذلك في عام 1944. كان جورج في الرابعة عشر من عمره فقط، وحتى يومنا هذا فهو يعتبر الأصغر سننًا الذي يحكم عليه بالإعدام في التاريخ الحديث للولايات المتحدة الأمريكية.
بعد ستين عامًا لا يزال الغموض والجدل يحيط بالقضية من كل جانب، وبدت المحاكمة وجيزة، كل شيء حدث ببساطة مقلقة. حيث أدين جورج وهو صبيٌ أسود في جريمة القتل المزدوجة لفتاتين من العرق الأبيض؛ الأولى تدعى بيتي يونيو 11 عام، والثانية مريم ايما التايمز 8 سنوات. في مقاطعة “clarendon country” في 23 من مارس عام 1944 عثر على جثتي الفتاتين التي كانت مفقودتين لمدة أربعة وعشرين ساعة، وكانتا قد تعرضتا للضرب المبرح حتى الموت، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو عن ماهية العناصر التي تربط الصبي بتلك القضية؟ – الجواب لا شيء.
نعم كما سمعت لا شيء، لكن شاهدته الخاصة التي أودت به أدراج الموت بسبب التخلف في التحقيق بمثل هذه القضايا آنذاك، وهو الذي ذهب إلى فريق البحث قائلًا: لقد رأيت فتاتين ملقين على الأرض، كانت واحدة منهم لازالت على قيد الحياة. ثم توقف برهة واستأنف الحديث قائلًا: كلتا الفتاتان كان قد مررن بي، وكانا يستقلان الدرجات، فسألتها أين يمكنني العثور على بضع أنواع من الظهور، وبعد اكتشاف الجثث تم إلقاء القبض على الصغير جورج بتهمة القتل من الدرجة الأولى.
وكان الصبي هو المشتبه به الوحيد، ولم يتم استدعاء أي شهودٍ من آخرين للإدلاء بشهاداتهم، وبعد عشر دقائق فقط من المداولة بين لجنة الحكم، والتي تتألف جميعها من البيض؛ حكم عليه بالموت بواسطة الكرسي الكهربائي. الحكم المجحف بحق جورج أثار احتجاجًا كبيرًا من النقابات الدينية، ومنظمة “ناكب”. وهي المنظمة التي تدافع عن الحقوق المدنية للمواطنين ذوي البشرة السوداء. ومضى ثلاثة أشهر على الجريمة لا يطرأ خلالها أي جديد في القضية، وفي صباح السادس عشر من يونيو من عام 1944 في سجن كولومبيا دخل القاصي الإجتماعي يسأله ما هي آخر أمنية لك قبل تنفيذ حكم الإعدام؟
فطلب جورج كتابًا مقدسًا، تم إعطائه الكتاب، ومسى الصبي إلى غرفة الإعدام وهو يحمل نسخة من الكتاب المقدس في يده، ووجد الجلادون صعوبة كبيرة بربط جورج إلى الكرسي الكهربائي بسبب صغر حجمه. تم وضع الكتاب تحته كي يتزن على كرسي الإعدام، وكانت نظراته تلوي القلب من شدة الألم. بعد أربع دقائق من الألم القاسي أعلن عن موت جورج استني.
كانت قضيته على مدى نصف قرن مثيرة للجدل حتى عام 2005 حين قام ثلاثة محامين في البحث في قصيته مجددًا، وبعد بحثٍ مستفيض أعلنوا برائة الصبي المطلقة. لكن سجله الجنائي لم يفتح مرة أخرى من قبل القضاء الأمريكي، وقد أصبح الطفل جورج استني رمز في الولايات المتحدة للعنصرية ضد ذوي البشرة السوداء.
المصدر / هنا