منوعات وترفيه

موت هذه الطفلة يساهم في إنقاذ 37 ألف إفريقي !

عندما نتحدث عن الإنسانية تلغى جميع الفوارق و تضمحل كل المقارنات، فهي الجوهر الذي يوحد البشر جميعا فترى ذلك الشخص الماثل أمامك “إنسانا” مثلك بغض النضر عن جنسه أو عرقه أو لونه أو إنتمائه الديني. و من شأن الأطفال الصغار أيضا أن يعطوا للكبار دروسا في الإنسانية تلك النزعة التي لا تقاس بالسن أبدا، وهذا بالضبط ما فعلته ريتشيل التي لم يتجاوز عمرها تسع سنوات.

ريتشل ملاك صغير :

ولدت ريتشيل بيكويث في 12 يونيو 2002 بولاية واشنطن، و كانت تتسم بالهدود و الطيبوبة والكثير من البراءة، عمر هذه الفتاة الصغيرة لم يمنعها من التردد على الكنيسة بشكل منتظم لممارسة أنشطتها فهي مهتمة كثيرا بالقضايا الإنسانية و الأعمال الجمعوية.

حبها للغير جعلها تتبرع بشعرها مرتين للأطفال المصابين بالسرطان، وفي عيد ميلادها التاسع قررت أن ترفض الهدايا لتتبرع بثمنها لفائدة الأطفال بإفريقيا من أجل مياه نظيفة صالحة للشرب.

 

ريتشيل بيكويث
ريتشل الملاك صغير

ولأجل دعم حملتها دونت ريتشل على موقع الجمعية قائلة:

في 12 يونيو سأكون في التاسعة من عمري، اكتشفت أن ملايين الناس لم يصلوا إلى سن الخامسة لماذا؟ لأنهم لا يستطيعون الحصول على مياه صالحة للشرب. لذلك قررت في هذا العام أن يكون عيد ميلادي استثنائيًا، لذلك أطلب من جميع أقاربي وأصدقائي التبرع لحملتي بدلاً من إعطائي هدايا عيد الميلاد

الأحلام و الطموحات لا تموت :

كانت تطمح ريتشيل لجمع مبلغ 300 دولار، وبدون اهتمام وسائل الإعلام تمكنت من جمع 220 دولارًا وبقيت 80 دولارًا فقط تفصلها عن هدفها.

ومع ذلك فهذا المبلغ سيسمح بجلب المياه إلى 15 شخصًا محتاجًا. أداء جميل لفتاة تبلغ من العمر 9 سنوات فقط، ولكن شاء القدر أن يأخد هذه الفتاة الطيبة لمكان أفضل حيث تستقر روحها الطاهرة بسلام، فبعد شهر ونصف تعرضت لحادث سيارة مروع وتوفيت تاركة وراءها أحلاما تفوق عمرها بكثير.

ريتشيل بيكويث

علم الناس بعد وفاة ريتشل عن حلمها وأمنيتها الأخيرة من خلال الكنيسة التي كانت تتردد عليها و خلال شهرين أعاد الناس إحياء حملة ريتشيل واستطاعت صفحتها جمع 1,2 مليون دولار من التبرعات الخيرية من جميع أنحاء العالم، وتحقق حلم الفتاة الصغيرة حتى بعد موتها.

حملت والدة ريتشيل على عاتقها تحقيق أمنية طفلتها الأخيرة، وسهرت على إيصال المياه الصالحة للشرب ل143 قرية بإثيوبيا عن طريق حفر آبار نظيفة لكل قرية.

وتركت بعد انتهاء الأشغال ملاحظة على موقع الجمعية وشكرت من خلالها جميع المتبرعين الذين ساهموا في تحقيق أمنية طفلتها الأخيرة.
خلال كل سنة يحرص أطفال إثيوبيا على إحياء ذكرى ريتشيل الملاك التي ساهمت في وصول المياه الصالحة للشرب إليهم. وبهذا تكون ريتشيل قد أنقذت 37 ألف إفريقي من العطش كما أصبح الآن للصغيرة موقع خاص للتبرع لأجل أطفال أثيوبيا، يحمل عنوان

أمنية ريتشيل في عيد ميلادها التاسع.

زر الذهاب إلى الأعلى