منوعات وترفيه

معصية من الكبائر يفعلها الشباب والبنات في الحمام

روى هانئ مولى عثمان بن عفان، قال: (كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى، حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت منظراً إلا والقبر أفظع منه).. ألا تبكون من الموت وسكرته، ومن القبر وضمته، ألا تبكون خوفًا من النار يوم القيامة، ومن الحسرة يوم العطش والندامة، فمن الموت موعده، والقبر بيته، والدود أنيسه، وهو مع ذلك ينتظر الفزع الأكبر فيخرج الموتى حفاةً عراةً غرلا مهطعين إلى الداعي، مسرعين إلى المنادي فكيف يكون حاله.

هناك خطأ عظيم يفعله أكثر المسلمين باستمرار، يؤدي إلى عذاب القبر، عن بن عباس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “عامة عذاب القبر من البول فتنزه منه فكم من مسلم يتناثر بوله على جسده وملابسه أثناء التبول، والبول نجسٌ يجب اجتنابه فإذا سقط على البدن والثياب يبطل الصلاة”.. لأن الطهارة هذا أساس الصلاة، وهي أفضل الأعمال البدنية، وأول ما يخاطب به في الدنيا بعد الإيمان، وأول ما يحاسب عليه يوم القيامة.

عن بن عباس رضى الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة”.. فالبول يجب التنزه منه، ولا يجوز التساهل فيه، فإذا علم أحد ٌ إنه طار من بوله شيءٌ على ثيابه أو على إناءه، أو على رجله يصب عليه الماء، وهذا باجماع المسلمين ليس فيه نزاع.

قال عبادة عند البزار سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول فقال: إذا أصابكم شيءٌ منه فاغسلوه فإني أظن منه عذاب القبر”.. لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فمن صلى بنجاسةً أو جاهلً فلا إعادة عليه، وقاله طائفةٌ من العلماء لأن من كان مقصوده اجتناب المحظور إذا فعله مخطئً أو ناسيًا لا تبطل العبادة به، وهذا من رحمة الله بنا، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “رفع عن أمةِ الخطأ والنسيان، وما استكرهُ عليه”.

هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

‫10 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى