“100 سنة غنا” … ادعموا هذا المشروع حتى لا نخسر جميعا | رأي

تزامنا مع احتفاله بعيد ميلاده، من مواليد 4 إبريل 1954، كنا على موعد مساء أول أمس الجمعة مع علي الحجار في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، عشنا معه الليلة الخامسة من ليالي مشروعه الفني الكبير “100 سنة غنا” والتي خصصها لتكريم الموسيقار الكبير فريد الأطرش إحياء لذكرى وفاته الخمسين، تُوفي في 26 ديسمبر 1974.وسط حضور جماهيري كبير، وفي حفل أعده الكاتب الصحفي أيمن الحكيم، وأخرجه مهدي السيد، وقدمته الإعلامية سهير جودة، وبصحبة فرقته الموسيقية، قدم “الحجار” برنامجًا متنوعًا شمل نحو 20 أغنية من أجمل أغاني مَلِك العود فريد الأطرش، وكعادته منح “الحجار” فرص المشاركة في ليلة تكريم فريد الأطرش لشباب المطربين الموهوبين الواعدين، فغنت أميرة أحمد “مخاصمك يا قلبي” وغنى فتحي ناصر “على بالي” وشاركت ياسمين علي “الحجار” غناء دويتو “أحبك ياني” قبل أن تشدو منفردة وبكل تألق أيقونة أسمهان الشهيرة “ليالي الأنس في ڤيينا”.تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنارؤية علي الحجار في مشروع عمره “100 سنة غنا” والمتمثلة في إعادة تقديم تراثنا الموسيقي المصري الكبير على مدار أكثر من 100 عام، من خلال توزيعات موسيقية معاصرة يمكن من خلالها التواصل بهذا التراث مع الأجيال الجديدة بما يواكب معطيات عصرها، رؤية “الحجار” هذه تتحقق واقعًا على الأرض حفلًا تلو الآخر على امتداد 5 حفلات حتى الآن من عمر المشروع، وليلة الموسيقار فريد الأطرش تحديدًا أعتبرها نقطة تحول دافعة في مسيرة مشروع “100 سنة غنا” بما يمثله فريد الأطرش من خصوصية فنية تمثل تحديًا كبيرًا لمن يتماس بشكل أو آخر مع موسيقاه وألحانه وغنائه، وهو ما عبر عنه صراحة علي الحجار في بداية الحفل، هو يعلم جيدًا قيمة “الفريد” الاستثنائية ذائعة الصيت عالميًا، والحقيقة أنه تعامل معها بوعي شديد جدًا هو دائمًا من أهم مقومات تميز وتفوق علي الحجار استثنائيًا هو الآخر طوال مسيرته الفنية الممتدة نحو 50 عامًا الآن.نرشح لك: مي كساب وسامح حسين وأحمد بدير أول الحضور لعزاء زوجته نضال الشافعيحفل 100 سنة غناأجاد “الحجار” أولًا اختيار برنامج الحفل بما يمثله من صعوبة في مواجهة رصيد فريد الأطرش المتنوع الضخم كمًا وكيفًا، وذكاء اختيار “الحجار” جاء شاخصًا في حرصه على إظهار تنوع إبداع الرجل وعبقريته الموسيقية الفذة، كما ظهر بوضوح في اختيار أغنيات توافق صوت علي الحجار وإحساسه وشخصيته الفنية، أغنيات “لايقة عليه” بتعبيرنا الدارج، ونفس الأمر تحقق مع المطربين الشباب فيما رشحهم لها “الحجار” من أغنيات فريد الأطرش، ليأتي بعدها تحدي توزيع أغنيات برنامج الحفل توزيعات موسيقية معاصرة، والتحدي هنا أن شخصية فريد الأطرش طاغية الحضور، ليس فقط فيما لحنه لنفسه من أغنيات ولكن حتى فيما لحنه لآخرين، فأنت صحيح تسمع أيًا منهم ولكنك ترى فريد الأطرش في خيالك، وهو ما جعل سيدة الغناء العربي أم كلثوم تتراجع عن حماسها في التعاون معه في أغنية “الربيع” فلم تكن تقبل إلا بطغيان حضور شخصيتها هي أولًا وأخيرًا. والحقيقة أن موزعي أغنيات ليلة فريد الأطرش في مشروع “100 سنة غنا” أول أمس بدار الأوبرا المصرية أجادوا إلى حدٍ كبير في التعامل مع موسيقى وألحان عصية بطبيعتها على قدر تفرد صاحبها الموسيقار المبدع فريد الأطرش وتجذر شخصيته فيها، فكان أن استمعنا وشاهدنا علي الحجار والمطربين الشباب يغنون من ألحان فريد الأطرش ولا يستحضرونه أو يقلدونه، فقط تمنيت أن يشدو “الحجار” بإحدى قصائد فريد الأطرش الشهيرة “لا وعينيكِ” أو “عِش أنت” أو “يا زهرةً في خيالي” كما تمنيت سماعه في “أول همسة” و”زمان يا حب” ولكني أعلم جيدًا أن زمن الأغنية الواحدة من أغنيات فريد الأطرش الطويلة في عدد كبير منها ومقارنة بزمن حفل “الحجار” كان يحكم اختياراته في برنامج الحفل بشكل أو آخر.علي الحجارنجح أحمد صالح وأحمد شعتوت وشادي مؤنس ويوسف صادق وأحمد علي الحجار من خلال توزيعاتهم الموسيقية في الخروج من عباءة فريد الأطرش وهو مفتاح نجاح الحفل، فكلنا يعلم وعي علي الحجار في إعادة غناء ما قدمه كبار مبدعينا الرواد ومن أول مشواره الفني، فقد غنى «الحجار» لـ سيد درويش ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي وأم كلثوم وآخرين، كما نعلم قدرات صوته وحرصه على استقلال شخصيته الفنية طوال رحلته الفنية الطويلة، التحدي دائمًا يكون في التوزيع الموسيقي، وصعوبة هذا التحدي تزيد مع موسيقى وألحان فريد الأطرش ليس فقط لتفرده وطغيان حضور شخصيته كما أوضحنا، وإنما باعتبار توأمة موسيقاه وألحانه مع توزيع اليوناني الأصل مصري الجنسية أندريا رايدر، وهو من هو على قمة ريادة التوزيع الموسيقي في تاريخ الغناء المصري.تألق علي الحجار في غناء لحن الخلود “بنادي عليك” و”الربيع” و”بقى عايز تنساني” و”دقوا المزاهر” و”قلبي ومفتاحه” و”ايه فايدة قلبي” و”يا واحشني رد علي” و”إياك من حبي” وأجاد في أغنيات “الحياة حلوة” و”جميل جمال»” و”يا جميل يا جميل” ودويتو “أحبك ياني” مع ياسمين علي، ولم يكن تفاوت أداء علي الحجار في غنائه إلا بقدر تفاوت مستوى التوزيع الموسيقي، وأداء الفرقة الموسيقية، وأيضًا أداء الكورال، وهو ما يأخذنا إلى إنجاز الخروج بحفل ناجح رغم ضعف الإمكانيات المتاحة فيما وراء الحفل، إنجاز يجعلنا نقدره ونحتفي بصناعه والقائمين عليه بقدر ما ندرك كيف كان يمكن الخروج به بما يفوق التوقعات فقط إذا توافرت له ما يواكبه من الموارد والإمكانيات ولو في حدها الأدنى. أتابع عن قرب مشروع “100 سنة غنا” وحضرت جميع حفلاته حتى الآن، حفل الموسيقار محمد عبد الوهاب في فبراير 2024، حفل الموسيقار محمد فوزي في إبريل 2024، حفل الموسيقار بليغ حمدي في سبتمبر 2024، حفل الموسيقار أحمد الحجار في يناير 2025، وحفل الموسيقار فريد الأطرش أول أمس الجمعة الموافق 4 إبريل 2025، وأعلم جيدًا اجتهاد علي الحجار ومعاناته حد القتال ليواصل مشروعه “100 سنة غنا” آملًا في تحقيق أقصى الممكن في إطار أقصى المتاح، المشروع من الأصل بدأ بميزانية محدودة جدًا رغم دعم وزارة الثقافة له ورعايته من خلال دار الأوبرا المصرية، ميزانية محدودة إلى حد تراجع علي الحجار عن إخراج المشروع برؤيته الفنية الأصلية والاكتفاء بما تقدم، بل وفوق هذا هو يضيف متطوعًا ومساهمًا على نفقته الخاصة حرصًا على ما يليق به وبمشروعه وبروادنا من مبدعينا الكبار، ولكن ما ألاحظه شخصيًا أن الإمكانيات المتاحة تقل حفلًا وراء آخر، سواء على مستوى المايسترو وأوركسترا العازفين والكورال أو عدد بروفات الحفل أو المشاركين في فقراته التشخيصية أو مواده التسجيلية أو استعراضاته ورؤاه البصرية، حتى وصل الأمر في ليلة الموسيقار فريد الأطرش أول أمس إلى تردي كفاءة الهندسة الصوتية، وناهيك عن التغطيات الإعلامية الغائبة تمامًا منذ بداية المشروع بما لا يليق بأهميته وقيمته، المشروع بكل أسف أصبح في خطر، ولا أقول متشائمًا أنه بات مهددًا بعدم الاستمرار بما يليق به.فإذا كان رئيس الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسي يهتم بدور الفن وقيمته وله رؤيته فيما يمثله من إحياء الذاكرة الوطنية وإعادة تأسيس وترسيخ الهوية المصرية، وهو ما يتوافق تمامًا مع رؤية ورسالة مشروع علي الحجار “100 سنة غنا” ويجتهد فيه طول الوقت، فلا أقل من يمنح المسئولون التنفيذيون – حلقات الوصل والتواصل – على اختلاف مواقعهم هذا المشروع ما يستحقه من اهتمام ودعم ورعاية، فهو لم يعد كلامًا على ورق وإنما صار حيًا أمامنا برصيد 5 حفلات ناجحة جدًا يمكن البناء عليها، خاصة وأن علي الحجار منذ البداية مد يده – ولا يزال – مرحبًا بمشاركة الجميع باعتباره مشروعًا وطنيًا وليس شخصيًا بأي حال من الأحوال، ويكفي “الحجار” أنه احتفى من خلال مشروعه «100 سنة غنا» بذكرى وفاة الموسيقار فريد الأطرش الخمسين، في وقت غابت فيه الذكرى على قدر أهميتها عن ذهن الجميع حتى أنها مرت عليهم مرور الكرام في ديسمبر الماضي، أعاده إلى الأضواء وكأن قدر «الفريد» الظلم والتجاهل وعدم التقدير لمكانته الفنية الاستثنائية ليس فقط في حياته وإنما أيضًا في وفاته وحتى بعدها بخمسة عقود.اقرأ أيضا:منى زكي وأحمد السعدني وياسمين صبري وهنا الزاهد من بينهم … النجوم يمضون إجازة العيد بين الجونة وباريس والمالديفمي عمر: “إش إش” فيه 3 أو 4 رقصات … واستعنا براقصة لتقديمهاعمرو دياب بعد اعتذار ابنته جانا على عدم الغناء معه: متعلمة برا مش زي حالاتنا في مصر – فيديوهاجر الشرنوبي: كنت ببيع آيس كريم في الساحل لدفع مصاريف ابني في المدرسةلا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشرحمل آبلكيشن FilFan … و(عيش وسط النجوم) جوجل بلاي| ستور|