ما حكم من يصلي الفرض فقط دون السنة ؟

السؤال : ما حكم الشرع فيمن يصلي الفرض فقط دون السنة؟
الإجابة: المطلوب من المسلم أن يحافظ على الصلاة محافظة تامة، فيصلي الفرائض والسنن وإن التقصير في النافلة قد يؤدي إلى التقصير في الفريضة.
والنوافل بمثابة سياج للفرائض فإذا حصل نقص في الفرائض أكمل من النوافل، وخاصة أن كثيراً من المصلين لا يعطون الصلاة المفروضة حقها فلا يتمونها.
فإذا حصل نقص في صلاة الفريضة فإن النقص يكمل من النوافل، فلذا على المسلم أن يحافظ على النوافل، وقد ورد في الحديث عن حريث بن قبيصة قال: قدمت المدينة فقلت: اللهم يسر لي جليساً صالحاً قال: فجلست إلى أبي هريرة، فقلت: إني سألت الله أن يرزقني جليساً صالحاً، فحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعني به؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاپ وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل
لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك” (رواه الترمذي وحسنه ورواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم وهو حديث صحيح في صحيح سنن الترمذي 1/130)
وجاء في رواية أخړى عن تميم الداري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن أكملها كتبت له نافلة فإن لم يكن أكملها يقول الله سبحانه لملائكته انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع؟ فأكملوا بها ما ضيع من فريضته ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك” (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وهو حديث صحيح في صحيح سنن ابن ماجة 1/241)
عدد السنن الرواتب:
عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ».
ولا إثم على الإنسان الذي يصلي الفرائض ولا يصلي السنن، ولكن يستحب للإنسان أن يواظب وأن يكثر من السنن لفضلها، وهذا لأن السنن تجبر منها الصلوات الڼاقصة
السُنَّة في الإسلام ليست فَرْضًا، ولكنها تُعتبر مصدرًا تشريعيًا مهمًا بعد القرآن الكريم، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الحجية. ومع ذلك، من المهم التمييز بين أنواع السنة وأحكامها.
أنواع السُنَّة:
السُنَّة المؤكدة (المندوبة المؤكدة):
هي الأعمال التي واظب عليها النبي ﷺ بشكل دائم، ولم يتركها إلا نادرًا.
مثال: ركعتا الفجر، صلاة الوتر، صلاة العيدين.
حكمها: سنة مؤكدة؛ يُثاب فاعلها ثوابًا عظيمًا، ويُعاب تاركها دون إثم.
السُنَّة غير المؤكدة (المندوبة غير المؤكدة):
هي الأعمال التي فعلها النبي ﷺ أحيانًا وتركها أحيانًا.
مثال: بعض الرواتب غير المؤكدة، كأربع ركعات قبل العصر.
حكمها: يُستحب فعلها، ويُثاب فاعلها، ولا يُعاب تاركها.
السُنَّة في العقيدة (السُنَّة الشرعية):
كل ما جاء عن النبي ﷺ من أقوال وأفعال وتقريرات تتعلق بالعقيدة، والعبادات، والأخلاق، والمعاملات.
هي واجبة الاتباع فيما يتعلق بتفسير الأحكام الشرعية التي جاء بها القرآن، وتوضيح تفاصيل العبادات والمعاملات.
ما الفرق بين السُنَّة والفَرْض؟
الفَرْض (الواجب):
هو ما أمر الله تعالى به أمرًا جازمًا.
تركه يُعتبر معصية ويستحق عليه العبد العقاب.
مثال: الصلوات الخمس، صيام رمضان، الزكاة، الحج لمن استطاع.
السُنَّة:
هو ما ورد عن النبي ﷺ من عبادات وأفعال مستحبة غير مفروضة.
يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها.
هي مكملة للفرائض، ومقربة للعبد إلى الله تعالى.
أهمية السُنَّة في الإسلام:
تفسير وشرح الأحكام القرآنية.
بيان تفاصيل العبادات التي لم تُفصّل في القرآن (مثل كيفية الصلاة والصيام).
توضيح العقيدة الإسلامية وتعليم الأخلاق الحسنة.
السُنَّة ليست فَرْضًا ولكنها من الأمور الهامة في الدين، فهي مكملة للفرائض ومقربة من الله تعالى. ويُستحب للمسلم الحرص على اتباعها والتقرب إلى الله بها، خاصة السُنن المؤكدة التي واظب عليها النبي ﷺ.