ما هى البراجم ؟ ولماذا أمرنا الړسول ﷺ پغـ,,ـسلها ؟!
قال رسول الله ﷺ :
عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقـ,,ـص الأظفار، وغـ,,ـسل البراجم، ونتـ,,ـف الإبـ,,ـط، وحلـ,,ـق العـ,,ـانة، وانتـ,,ـقاص الماء. قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. زاد قتيبة، قال وكيع: انتـ,,ـقاص الماء: يعني الاسـ,,ـتنجاء.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 261 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
في هذا الحَديثِ يُوضِّحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خِصالَ الفِطْرَةِ فيقول: “عَشْرٌ مِن الفِطْرةِ”، أيْ: عَشْرُ خِصالٍ، والفِطْرةُ هيَ أَصْلُ الخِلْقَةِ الَّتي يكونُ عليها كلُّ مولودٍ، والمُرادُ بها: السُّنَّةُ وأَصْلُ الإسْلامِ، وهذه العشرُ هي: “قَصُّ الشَّارِبِ”، أيْ: تَهْذيبُ شَعْرِ الشَّارِبِ، والأخْذُ مِنْه ما يَزيدُ على شَفَةِ الفَمِ العُلْيَا، “وإعْفاءُ اللِّحْيةِ”، أيْ: تَرْكُ شَعرِ اللِّحيةِ وعدمُ الأخْذِ منه، “والسُّواكُ”، أيْ: تَنظيفُ الفَمِ والأسْنانِ بالسُّواكِ وما شَابَهَه مِن المُنظِّفاتِ، “واسْتِنشاقُ الماءِ”، أيْ: غَسْلُ الأنْفِ بالمَاءِ بالاسْتِنشاقِ؛ ليَخرُجَ ما فيه مِن أَذًى وقَذَرٍ، “وقَصُّ الأَظْفارِ”، أيْ: تَقْليمُها وعدمُ تَرْكِها طَويلةً تَرْكًا يَتَجاوَزُ به أربَعينَ ليلةً كما في حديثٍ آخَرَ؛ لأنَّها مَظِنَّةُ الأَوْساخِ والضَّررِ، “وغَسْلُ البَراجِمِ”، أيْ: غَسْلُ مَفاصِلِ الأصابِعِ، “ونَتْفُ الإِبْطِ”، أيْ: إزالةُ شَعرِ الإبطِ، “وحَلْقُ العَانةِ”، أيْ: إزَالةُ الشَّعرِ الَّذي على الفَرْجِ والعَوْرةِ، “وانْتِقاصُ الماءِ”، أيْ: التَّطهُّرُ بالماءِ بعد قضاءِ الحَاجَةِ، أو التَّخلُّصُ والتَّنَزُّهُ من ماءِ البَولِ بعدَ الانْتِهاءِ من التبوُّلِ.
قال زكريَّا وهو ابنُ أَبِي زائدةَ: قال مُصْعَبٌ وهو ابنُ شيبةَ: ونَسيتُ العاشِرةَ، إلَّا أنْ تَكونَ “المَضْمَضةَ”، أيْ: غَسْلَ الفَمِ بالماءِ كلَّما اسْتَلزَمَ الأمرُ ذلِك، وخاصَّةً بعدَ الطَّعامِ وأَكْلِ ما لهُ رائحةٌ، والمَضْمَضةُ: إدارةُ الماءِ في الفَمِ ثُمَّ مَجُّهُ وإخراجُه منها.
زاد قُتيبةُ وهو ابنُ سَعيدٍ: قال وكيعٌ: انْتِقاصُ الماءِ يعني: الاسْتِنجاءَ.
ولا شكَّ أنَّ هذه الخِصالَ يَتعلَّقُ بها أمورٌ دِينيَّةٌ ودُنيويَّةٌ، مِثْل: تَحْسين الهيئةِ، وتَنظيفِ البَدَنِ جُمْلةً وتَفصيلًا، والاحتياطِ للطَّهارةِ، وحُسْنِ مُخالَطَةِ النَّاسِ بكفِّ ما يتأذَّى برِيحِهِ عَنْهم، ومُخالَفة شأنِ الكُفَّار مِن المَجوسِ واليَهودِ والنَّصارى.( ).
وقد أدخل العلماء في هذا الباب كل العقد التي تكون مجتمعاً للوسـ,,ـخ سواء كانت في ظهور الأصابع أو في باطنها في اليدين أو في القدمين،وألحقوا بها ما يجتمع من الوسـ,,ـخ في منـ,,ـاطق الآذان وغيرها .
ولذا فقد جاءت السنة المطهرة فأمرت بتعهد هذه الأماكن بالغـ,,ـسل والتنظيف فأمر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بتخليل الأصابع في الوضوء، وتدليك البدن وخاصة في الثنيات وتعهدها بإيصال الماء إليها أثناء الغـ,,ـسل حتى تتم نظافة البدن والتي هي في الحقيقة جزء لا يتجزأ من طهارة المسلم وعبادته